كيف تتحدث مع أبنائِك عن الأحوال الجوية الصّعبة ؟
أثر الأحوال الجوية الصعبة على الأطفال
شهدت دولة الإمارات هطول أكبر كمية من الأمطار خلال 24 ساعة منذ اكثر من 75 سنة، أظهرت خلالها فاعلية استثنائية على الرغم من صعوبة الأوضاع الجوية ، وذلك من خلال إجراءات استباقية ، جاهزية عالية ، بالإضافة إلى التلاحم المجتمعي.
أولا، من المهم التأكيد على أن الأطفال يظهرون قدرة كبيرة على التكيّف ، والتعافي ويمكن تعزيزه من خلال الدعم المجتمعي والأسري، واستراتيجيات التأقلم الفعّالة، والنظر إلى التجربة كفرصة للنمو.
ومع ذلك، قد يعاني الأطفال الذين تعرضوا لأحوال جوية صعبة من مجموعة واسعة من الأعراض النفسية، والتي قد تشمل إضطراب ما بعد الصدمة، القلق، الاكتئاب، العدوانية، وغيرها. بالإضافة الى قابلية الطفل، غالبًا ما يرتبط مدى هذه التأثيرات بدرجة التأثر التي تعرض لها الفرد، مثل الإصابات الجسدية، الأضرار المادية الكبيرة، أو الصعوبات الاجتماعية وغيرها.
نعرض هنا بعض الخطوات التي يمكن للوالدين أخذنا في عين الاعتبار لدعم الأطفال نفسيا خلال الأحوال الجوية القصوى، مع الأخذ في الاعتبار أن كل طفل له خصوصيته :
الحد من التعرض لوسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي: حاول تقليل ما يراه ويسمعه طفلك عن الأوضاع الجوية من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث يمكن أ تكون بعض القصص والصور لها تأثير على طفلك. راقب ما يشاهدونه وتفاعل معهم، مما يسمح لهم بطرح الأسئلة والتعبير عن مشاعرهم. هذا يشمل مراعاة النقاش حول الصعوبات في ظل تواجد الطفل. بالطبع لا نتحدث هنا عن منع الطفل نهائيا، على العكس، من المهم أن يكون على إطلاع بما يحصل. ولكن نركز على عدم جعل هذه الأخبار أغلب ما يتعرض له الطفل ، و التحاور معهم.
استمع إلى أطفالك ، اسمح لهم بالتعبير عن مشاعرهم، و تقبلهم: خذ مخاوف طفلك على محمل الجد دون تضخيم مخاوفهم. أعطهم مساحة للتعبير عن مشاعرهم. هناك معتقد غير صحيح بأن حديث الطفل عن مخاوفه سوف يزيدها. على العكس، إذا لم يتمكن من التعبير عنها أمام الوالدين فسوف يكبتها أو يتوجه إلى غيرهم. ولكن بعد ذلك، بعد الاستماع والتقبل ، من الممكن أن تناقش معهم ما هو واقعي وان تقوم بتطمينهم بشأن الاستعدادات الموجود ة في البلاد، والتي قمت بها لضمان سلامة الجميع.
حاول قدر المستطاع أن تكون قدوة من ناحية السكينة النفسية: الأطفال يراقبون ويتاثرون بنفسية وسلوكيات البالغين من حولهم. الحفاظ على رباطة جأشك يساعد في تعزيز مثال للهدوء. لا تتردد في طلب الرعاية الصحية النفسية عند الحاجة لنفسك.
أشركهم في الاستعدادات/ الاستجابة: قم بتكليفهم بمهام مناسبة لأعمارهم تتعلق الاستجابة للأوضاع الجوية. يمكن أن يساعد ذلك في شعور الأطفال على السيطرة.
وفر الأنشطة المريحة: شارك طفلك في أنشطة مهدئة مثل القراءة، الرسم، أو الاستماع إلى الموسيقى. استعد بأنشطة يمكن القيام بها حتى أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
علمهم تمارين التنفس الإسترخائي :قدم تقنيات التنفس الاسترخائي لمساعدتهم في إدارة القلق، مثل التنفس العميق والبطيء، لمساعدتهم على الشعور بالاسترخاء.
طمأنة الأطفال بعد العاصفة
ناقش الحدث بصدق و شفافية: شارك معلومات صحيحة ومناسبة لعمر طفلك عن العاصفة. كن متجاوباً مع فضولهم دون أن تغمرهم بالتفاصيل.
شجعهم على التعبير: اسمح لطفلك بأن يتحدث عن تجاربه. تقبل مشاعرهم وطمئنهم بأن العاصفة قد مرت وأنهم في أمان الآن.
حوّل التجربة إلى فرصة للتعلم: استكشف علم الأحوال الجوية و الطقس معهم، والذي يمكن أن يوضح الحدث ويقلل من الخوف من العواصف المستقبلية.
العودة إلى الوضع الطبيعي
استئناف الروتين الطبيعي: ارجع إلى البرنامج اليومي المعتاد في أقرب وقت ممكن لمنح الأطفال شعوراً بالطبيعية والاستقرار.
إبراز دعم المجتمع: أظهر لطفلك المساعدين في مرحلة ما بعد الصعوبات، مثل المستجيبين للطوارئ والمتطوعين في المجتمع. يمكن أن يكون هذا مطمئناً ويظهر مرونة المجتمع.
المشاركة: شارك في جهود التعافي المجتمعي حيثما كان ذلك آمناً. يمكن أن يمنح مساعدة الآخرين طفلك القوة ويستعيد شعوره بالتحكم.
اعتبارات مهمة جداً
إذا أظهر طفلك تغيرات مستمرة في السلوك أو العادات اليومية مثل اضطرابات النوم، فقدان الشهية، أو القلق المفرط، فكر في طلب المشورة من مقدم رعاية صحية. بالإضافة إلى ذلك، تواصل مع مدرسة طفلك للتأكد من أنه يتلقى الدعم اللازم خلال مراحل التعافي.
متمنين السلامة النفسية و الجسدية للجميع
الدكتور عمار حميد البنا
إبريل ، ٢٠٢٤