Welcome !

For Social Medial Click Below.

اضطراب الوسواس القهريّ لدى الأطفال

اضطراب الوسواس القهريّ لدى الأطفال

ما هو اضطراب الوسواس القهري؟ 

‏اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب نفسي عصبي يتكون من شقين ‏رئيسيين:

‏أولا، الوساوس (أحيانا تسمى بالهواجس، ‏باللغة الإنجليزية obsessions) وهي عبارة عن افكار او صور اودوافع متكررة، ‏وغير منسجمة مع ذات الشخص فيعتبرها دخيله عليه.  ولا يرغب الشخص في وجودها ويحاولالتخلص منها أو تناسيها ‏ولكن في الغالب دون جدوى. وتؤدي هذه الوساوس إلى ارتفاع معدل القلق ‏او الانزعاجبدرجة كبيرة ‏لدى الشخص مما يدفعه إلى القيام ‏بما يعرف بالأعراض القهرية (‏باللغة الإنجليزيةcompulsions) والتي عادة ما تأتي استجابة للوساوس من أجل تقليل القلق ‏أو الانزعاج لدى الشخص. 

والأعراض القهرية ‏قد تأتي على صورة سلوكيات متكررة مثل غسيل اليدين، التأكد، الترتيب، أو قد تأتي علىصورة أفعال ذهنية مثل العدّ، تكرار كلمة بشكل متكرر أو غيرها. ‏ويقوم بها الشخص استجابة للوساوس واتباعاًلنظام معين غالبا ما يكون رتيبا ‏ومحددا ‏وجامدا.  ‏وتهدف الأعراض القهرية إلى منع أو تقليل الانزعاج والقلق.  

ولكن من المهم أن ننوه إلى أن الأطفال ربما لن يتمكنوا من التعبير عن الهدف من الأفعال القهريّة. 

‏ولكن بمجرد القيام به السلوكيات القهرية وبعد مدة زمنية ترجع الوساوس مرة أخرى، ولأن ‏الشخص وجدالسلوكيات القهرية فعّاله في التقليل اللحظي من درجة القلق والتوتر، فإن هذا يشكل حافزاً إيجابياً لاستمرار دوامةالوساوس والسلوكيات القهرية. 

الوساوس -> القلق والانزعاج - > الأعراض القهرية - > الارتياح اللحظي-> الوساوس مرة أخرىوهكذا تستمر الدائرة وقد تكبر شيئاً فشيئاً. 

ولكي يتم التشخيص وجب أن تستمر هذه الأعراض بشكل يؤثر على الحياة اليومية للشخص كأن تأخذ وقتاً كبيراً(‏على الاقل ساعة يومياً) أو أن تُسبب انزعاجاً نفسياً أو تؤثر على العلاقات الاجتماعية او الوظيفية ‏أو الدراسية أوغيرها. 

‏مثال بسيط على ذلك:

‏من الممكن أن تأتي الوساوس على ‏ ‏هيئة أفكار مثل:

‏يدي ملوثه بالجراثيم - >

‏وهذه الأفكار ملحة ‏جدا وتؤدي إلى قلق شديد - >

‏مما يدفع بالشخص إلى أن يغسل يديه مرات ومرات ومرات قد تتجاوز مئات المرات منه يؤدي إلى ‏تأثُّر الجلد ‏ واحمرار البشرة وأحيانا حتى نزيف من الجفاف نظراً للغسيل المستمر على سبيل المثال. 

‏فإذا استمرت هذه الأعراض لمدة زمنية (‏أكثر من ساعة يومياً) أو أثرت على قدرة الشخص على القيام بمهامهاليومية ‏وعلى أدائه الوظيفي والمدرسي والاجتماعي والعائلي، أو مستويات عالية من القلق والألم النفسي هذا مايعرف باضطراب الوسواس القهري.

‏باختصار هناك مثلث من: الأفكار أو الدوافع إلى المشاعر وعلى رأسها القلق إلى الأفعال والسلوك السلوكياتالقهرية. 

ويعتبر اضطراب الوسواس القهري اضطراب نفسي عصبي حيث إن الصعوبات التي يمر بها الشخص المصابالوسواس القهري تؤثر على وظائف الدماغ، ‏خاصة في المسارات المتبادلة التي تربط بين ‏مناطق معينة من قشرةالدماغ و ‏مناطق أعمق في الدماغ. 

هل من الممكن أن يصاب الأطفال باضطراب الوسواس القهري؟

‏اما عن نسبة انتشارها بين الأطفال، فقد كان الظن سابقا بأنها نادرة. ‏ولكن الدراسات الحديثة بينت بأن الوسواسالقهري منتشر بين الأطفال بنسب تتراوح من 1٪ إلى 4٪.   

وبينت الدراسات على البالغين بأنه حوالي ‏الثلث الى النصف تظهر عليهم الأعراض الأولية قبل البلوغ. 

‏بالنسبة لبدأ الأعراض لدى الأطفال، ‏فإننا بإمكاننا أن نقسم الوسواس القهري إلى قسم يبدأ في عمر الطفولة منبين ٧ إلى ١٢ سنة، ونوع يبدأ في عمر المراهقة المتأخرة من بين عمر ١٦ إلى ما بعد سن ١٨. وهناك، بشكل عام،‏اختلافات بينهما. ‏

الوسواس القهري الذي يبدأ عند الطفولة منتشر بشكل أكبر بين الاولاد مقارنة من البنات بمعدل تقريبا ثلاثة إلىواحد.‏‏ولكن إذا ما انتقلنا إلى فترة المراهقة فإن نسبة الانتشار هي أكثر بقليل بين البنات مقارنة بالأولاد. كما يظهربأن الجانب الوراثي يلعب دوراً أكبر في انواع الوسواس القهري التي تبدأ في سن الطفولة.  

‏كما تختلف الأعراض المصاحبة باختلاف العمر، ‏حيث أن الأطفال الأصغر في العمر يصابون باضطراباتمصاحبة مثل فرط الحركة وصعوبة التركيز واضطراب القلق الانفصالي والمخاوف بشكل عام و اللزمات العصبيةوغيرها.  بينما المراهقين الممكن أن تظهر عليهم اضطرابات مصاحبة مثل الاضطرابات المزاجية كالاكتئاب وغيره.  

ما هي أبرز الأسباب الكامنة وراء إصابة الأطفال بالوسواس القهري؟ 

‏مثلما هو الحال في كثير من ‏الاضطرابات، تلعب التركيبة الجينية وبيئة الشخص دوراً في التسبب بالاضطراب.  

‏أشارت الدراسات إلى أنه إذا ما تم تشخيص طفل بالوسواس القهري فإن هناك أقارب لديهم اضطرابات لاتنحصر على الوسواس القهري، ‏ولكن تشمل اضطرابات نفسيه عصبية مثل اضطراب اللّزمات العصبية وغيرها. ‏ ليست هناك طفرة جنية واحدة، ولكن تفرعت متعددة تلعب كل منها دورا صغيرا كل منها سبب بهذا الاضطراب. 

‏هناك ‏موضوع متعلق وجب التطرق إليه:

‏يعتقد أن هناك نوعاً خاصاً من الأعراض النفسية العصبية بما فيها الوسواس القهري ‏والذي تبدأ فجأة، ‏وتكونبسبب نوع معين من البكتيريا الذي يحفز الجهاز المناعي لمهاجمة خلايا الدماغ.  ‏تم التوصل لذلك عن طريقالأبحاث التي قامت بها الباحثة الأمريكية سوزان سويدو ‏وغيرها. غير انه حتى اليوم لم يثبت ‏هذا النوع بشكلقطعي وبالتالي لا ينصح بعلاج الوسواس القهري باستخدام المضادات الحيوية او العلاجات المناعية. ‏ولكن الذيينصح به هو معالجة البكتيريا أو الالتهابات فقط إن وجدت بالطرق العلمية المثبتة وكذلك علاج الوسواس القهري عنطريق العلاجات المبنية على الادلة العلمية وسنتطرق إليها لاحقاً. 

بالنسبة لمظاهر وأنواع الوسواس القهري عند الأطفال، هل تختلف الأعراض لديهم عن الكبار؟ 

‏بالإمكان أن تظهر ‏الأعراض القهرية على الأطفال من دون الوساوس او بالأحرى من دون قدرتهم على التعبير عنالوساوس التي قد تخطر ببالهم.  من أكثر الوساوس المنتشرة بين الأطفال الوساوس:  

النظافة: المتعلقة بالنظافة وما يتبعها من سلوكيات الغسيل المستمر أو الاستحمام المستمر او التنظيف المستمر. 

الترتيب: وأيضا هناك وساوس متعلقة ‏بأن تكون الامور بتنظيم معين أو ترتيب معين.  

الدينية: ‏وهذا يكون من أصعب أنواع الوساوس على الشخص سواء كان طفلا أو بالغاً، الوساوس الدينية أوالشكوك التي قد تكون متعلقة بالذات الإلهية ‏أو المعتقدات الدينية أو غيرها 

العنف / الأذى: وأحيانا أن تكون على هيئة صور يرونها بأنفسهم يؤذون الآخرين مثل أشقائهم او امهم أو ابيهمعلى سبيل المثال. 

احياناً تتسبب في تفادي الطفل لما يحفز الوساوس.   مثلا، إذا كانت ثمة صورة ذهنية تتكرر في مخيلة الطفللنفسه يقوم باستخدام آلة حادة تجاه نفسه او الآخرين قد يتجنب الاقتراب من السكاكين ثم يتعمم للابتعاد عنالمطابخ والمطاعم و موائد الطعام و غيرها.  

‏وخاصة في مرحلة الطفولة، قد تظهر السلوكيات القهرية على هيئة الرغبة الملحة في الاعتراف، ‏حيث يذهب الطفلإلى الأم أو الأب أو من يثق به ويخبره أن لديه هذه الأفكار وأحيانا بشكل متكرر.   وهذا بالتأكيد من شأنه أن يثيرالمخاوف لدى الوالدين، بالإضافة إلى كونه يشكل عبئاً نفسياً ثقيلاً عليهم. ‏حيث أننا شاهدنا أنه مع استخدامالأطفال للهواتف النقالة ووسائل التواصل فأحياناً أن يتم الاعتراف عن طريق إرسال رسائل نصية بينما تكون الأمأو يكون الأب في العمل وهذا ‏من شأنه أن يؤثر ليس فقط على حياة الطفل ولكن حياة الوالدين ‏والأسرة بشكل عام. 

‏عند الحديث عن الوساوس القهرية لدى الأطفال، من المهم أن نؤكد بأننا لا نتحدث عن سلوكيات قد تكون طبيعية فيفترة نمائية ‏معينة حيث إن الكثير من الأطفال في عمر حوالي ٢-٣ سنوات قد تكون لديهم بعض السلوكياتالروتينية وينزعجون إذا تم تغييرها مثل المكان المفضل للأكل أو روتين مفضل عندما يصبحون في الصباح أو قبلالنوم أو غيره. ‏هذه إلى حد ما لا تؤثر على حياة الطفل وأدائه الاجتماعي او العائلي وقد تكون طبيعية. ‏كما أنهناك سلوكيات متكررة تكون جزء من الأعراض المتعلقة باضطرابات مثل طيف التوحد، ‏لا يسعف الوقت بالتطرقإليها هنا. 

‏كيف يتم تقييم الوسواس القهري لدى الاطفال؟

‏تقييم الوسواس القهري يتم عن طريق اختصاصي نفسي او طبيب نفسي متمرس على تشخيص اضطرابالوسواس القهري ‏لدى الأطفال. 

كما يعزز من دقة التشخيص، استخدام المقاييس النفسية المقنن مثل C Y BOCS ‏والتي من الممكن أيضا أنتستخدم لقياس مدى فاعلية العلاج وتحسن الطفل مع الوقت. 

ما هي سبل علاج الوسواس القهري عند الأطفال؟

‏هناك علاجات فعالة مثبتة علمياً للوسواس القهري لدى الأطفال ومن ضمنها العلاجات الدوائية وغير الدوائية.  

‏ ‏أولاً، بالنسبة للعلاجات غير الدوائية، فإن العلاج السلوكي المعرفي والذي وبشكل محدد ‏يتناول أعراضالوسواس القهري

عن ‏طريق التعرض ومنع الاستجابة، ‏ذو فعالية في علاج الوسواس القهري لدى الأطفال.  ‏هذا العلاج يقدم من قبلاختصاصي متمرس ‏على هذا النوع من العلاج وفي علاج الأطفال.   فمن الممكن مع الأطفال الصغار يستخدمالمعالج الرسم كوسيلة ‏لزيادة إدراك الطفل لأعراض الوسواس القهري لديه، ‏وكذلك لوضع هذه الأعراض خارجذاتهم والعمل عليها بدلا من أن ينظروا إليها كجزء لا يتجزأ من ذواتهم.  وأحيانا أن يعطوا رسمة معينة واسم معينلهذه الأغراض. 

‏وبعد الجلسات التحضيرية مقننة، ‏وعندما يكون الطفل مستعداً، ينتقل العلاج إلى ‏ التعرض عندما يكون الطفلمستعد، ‏فإنه يتم تعريض الطفل للشيء الذي يخاف منه ‏ ‏أو الشئ الذي يجلب الوساوس في بيئة مقننة ومن ثميتدرب بأن لا يستجيب لها بالأفعال القهرية.  ‏بدلا منها، يكون الطفل قد تدرب على خطاب مختلف لذاته وباستخدامجمل إيجابية ‏معززة بالإضافة إلى تمارين تقليل القلق مثل التنفس العميق وغيرها.  

ومع الوقت يتم تصغير هذه الأعراض فتضمحل ‏شيئا فشيئًا.  كثيراً ما نشبهها عند حديثنا مع الأطفال بالشجرة،فكلما استجبنا لها من خلال ريّها والاهتمام بها وتعريضها لأشعة الشمس كله ما نمت وكبرت وكل ما قطعناالاستجابة لها كلما ‏صغرت واضمحلت شيئا فشيئا. 

‏هذا العلاج يتم على أساس علمي وبطريقة مقننة تستمر لعدد من الأسابيع ‏الممتدة. 

ثانياً، ‏بالنسبة للعلاجات الدوائية فهي تشمل علاجات مضادات الاكتئاب والتي تزيد من وفرة مادة السيرتونينفي المستقبلات العصبية. 

‏هنالك دراسة كبيرة ‏مقننة ‏توصلت إلى مقارنة العلاج الدوائي فقط بالعلاج السلوكي المعرفي فقط مقارنة بالعلاجالذي يشمل النوعين ‏الدوائي والنفسي، توصلت الى أن العلاج المتكامل يصل إلى تأثير أكبر من أي علاج بحدذاته. 

‏ولكن سريرياً وفي العيادة غالبا ما نبدأ خاصة في الحالات البسيطة إلى المتوسطة بالعلاج السلوكي المعرفي وإذااستدعى الامر للعلاج الدواء فلا نستغني عن العلاج السلوك المعرفي والذي من خلاله يتمرس الطفل على طريقةتفكير مختلفة ‏وين تجرب على وسائل فعاله قد تبقى معه حتى بعد أن يتوقف العلاج. 

‏في الدراسة التي تم الإشارة إليها حوالي 60 % ‏من الأطفال استجابوا بنسبة جيدة جداً للعلاج المتكامل. 

بعض الأهل يحاولون تبسيط المشكلة عند الطفل من خلال إشعاره أن سلوكه طبيعي، ما مدىصحة هذا التصرف؟

‏من المهم جدا المشاركة الوجدانية مع الطفل. مهما كانت نظرة الأهل إلى الطفل فإن معاناة الطفل حقيقية.   علىالعكس، فإن اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات التي تصاحبها مشاعر صعبه ‏على الطفل وكذلك علىالبالغ، وأحيانا ما تكون مخفية تحت السطح. ‏ أحيانا ما يصاحبها شعور كبير بالذنب وبتحمل مسؤولية هذهالأفكار التي ترد على خاطرهم وهي في خارج نطاق سيطرتهم.  فمن المهم جدا إحساس الطفل بتفهم مشاعره.  ‏مثل أن نقول له "يبدو ان ما تمر به صعب جدا عليك ونحن هنا لمساعدتك وسوف نعمل معاً للتغلب على هذاالاضطراب".  بدلا من أن ‏نحاول ولو بحس النية انه خفف عن الطفل بقولنا "‏ما عليك، ‏لا افهم لماذا تضخم الامور!”،" ‏خليك أقوى من الأفكار، ‏فأنت لست ضعيفًا ". غالبا ما تنبع هذه العبارات من شعور الأهل بأن الطفل يتقصد هذهالأفعال والأفكار وأنها تحت نطاق سيطرته.  ‏ولكن في الحقيقة ليست كذلك.  

هل يمكن أن يستمر الوسواس القهري عند الطفل حتى يكبر؟

‏نعم، عند غالبية الأطفال أكثر من 60% من الأطفال تتحسن الأعراض لديهم ولا تستمر، ولكن عنده حوالي 40% بالإمكان أن تستمر إلى سن البلوغ. 

ولكن ما الذي بإمكان الأهل عمله ‏لمساندة طفلهم؟

‏التكيف مع الأعراض: 

أغلب العائلات، بنسبة تصل بين 60 إلى 90% ، ‏يبدون سلوكيات تستوعب وتتكيف مع أعراض الوسواس القهريلأطفالهم.  على الرغم من أن ذلك من غير قصد، مما من شأنه أن يحافظ على الأعراض أن يزيد من حدتها.    

‏ ‏هذه أمثلة على بعض السلوكيات التكيفية لدى الأهالي: 

  • ⁃ أن يلتزم الأهل بغسل يديهم بطريقة ‏ ‏تكرارية أو روتينية ‏يستجيبون فيها مع أعراض الطفل وهذا منشأنه أن يعزز المعتقد لدى الطفل

  • ⁃ بعض الأهالي إذا كان لدى ‏طفلهم ‏وساوس متعلقة بالنظافة ‏فإنهم يغيرون الفرش والأثاث او ‏يقومونبتغيير أدوات النظافة والمناديل باستمرار وهذا نوع من التكييف مع الأعراض، وكأنهم يعطون إشارة غيرمقصودة ‏لأطفالهم بأن وساوسهم حقيقية ‏مما قد يجعلها تستمر ويزيد من حدتها

  • ⁃ كما أن بعض الأطفال يطلبون من أهاليهم ترديد كلمات معينة أو يسمحوا لهم بسؤالهم ‏المتكرر ويقوم‏الأب أو الأم بتطمينهم، ‏وهذا في حد ذاته أمر جيد ، إلّا إذا كان جزء من الوسواس القهري فإن من شأنه أنيعزز من الأعراض لديهم. ‏مثل أن يطلب منهم الأطفال أن يكرروا: “أنت بخير" أو تكرار عدد من الكلماتبشكل متكرر قبل المنام وهذا أيضا نوع من التكييف مع أعراض الوسواس القهري.

‏وهذه السلوكيات، ‏على الرغم من أنها غير مقصودة وتنبع من حسن نية ورغبة ملحة من الأهل لمساعدة الطفل، ولكن‏قد يكون لها تأثير سلبي.   ليس فقط أنها لا تساعد الطفل، ولكن في تعزيز الاعراض. 

‏بعض النصائح الأخرى للأهالي: 

  • ⁃ التفريق بين الطفل وبين الأعراض. إن ابنك او بنتك ليس هو الوسواس القهري، ولكن هذا عرضٌ طرأَعليهم، ‏يشعرهم بعدم الارتياح ويودون التخلص منه. بإمكان الأهل أن يقولوا للطفل: "لسنا مرتاحين منالوسواس القهري وسوف نعمل معا لتقليل تأثيرها علينا التخلص منه"

  • ⁃ كما انه من المهم جداً على الأهل محاولة عدم إظهار القلق المفرط أمام الأطفال، حتى لو ‏أحسوا بذلكوقدر المستطاع فإن ذلك من شأنه أن يزيد من اعراض القلق لدى أطفالهم. فإن الطفل غالبا ما يمتص ‏البيئةالنفسية من حوله. فمثلا، إذا استشعر الطفل الهدوء والطمأنينة والسكينة عند إحساسهم بالقلق فإن ذلك سوف يسهل عليهم ويهدئ من روعهم، في المقابل إذا كانت البيئة المحيطة مثل الوالدين قلقة حلقة جدا فإن ذلك سوف ‏ينعكس بتفاقم القلق لدى الطفل.

ماذا عن تأثير جائحة كورونا على الوسواس القهري لدى الأطفال؟ 

‏هناك عدد من الدراسات في مختلف الدول، ‏ولكن حتى الآن ليست لدينا عدد كبير من الدراسات.   ولكن هوباختصار بينت الدراسات الموجودة خلال الجائحة لم تتسبب في زيادة نسبة هذا الاضطراب، ولكن في زيادةالأعراض لدى نسبة ممن لديهم الوسواس القهري.  

 وهذا مرجع عام ‏نشرناه  مع مجموعة من الزملاء:
https://journals.healio.com/doi/10.3928/00485713-20170908-01
 

‏أسعد بأسئلتكم وملاحظاتكم أدناه

نتمنى الصحة والسلامة للجميع ودمتم وأحبتكم بخير وعافية. 

الدكتور عمار حميد البنا 

٧ يناير ٢٠٢٢  

بعض المراجع 

Albanna, A., Bazaid, K., & Azeem, M. W. (2017). Obsessive-Compulsive Disorder in Children and Adolescents: An Overview. Psychiatric Annals47(10), 512-518. doi:10.3928/00485713-20170908-01

Gorman DA, Abi-Jaoude E. Obsessive-compulsive disorder. CMAJ. 2014 Aug 5;186(11):E435. doi: 10.1503/cmaj.131257. Epub 2014 Mar 24. PMID: 24664647; PMCID: PMC4119169.

Cunning C, Hodes M. The COVID-19 pandemic and obsessive-compulsive disorder in young people: Systematic review. Clin Child Psychol Psychiatry. 2021 Jun 25:13591045211028169. doi: 10.1177/13591045211028169. Epub ahead of print. PMID: 34171975.

Nazeer A, Latif F, Mondal A, Azeem MW, Greydanus DE. Obsessive-compulsive disorder in children and adolescents: epidemiology, diagnosis and management. Transl Pediatr. 2020;9(Suppl 1):S76-S93. doi:10.21037/tp.2019.10.02

الصحة النفسية ‏لأُسَر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد

متلازمة داون و اضطراب طيف التوحد